أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

من أجمل قصص الفأر والأسد للأطفال: ذكاء الفأر يهزم الغرور ويكشف قيمة الصداقة

رواية حكايات الحيوانات قبل الخلود للنوم هي واحدة من الطرق التي يتعرف بها الأطفال على القيم والأخلاق الحميدة بطريقة ممتعة وشيقة، وأبرزها قصص الفأر والأسد التي استمتعت بها الأجيال السابقة، ولا زالت محببة لدى الأطفال إلى يومنا هذا، لما تحمل في طياتها من دروس عظيمة عن الغرور، الكسل، الصداقة، والمكر...
في هذه المقالة جمعنا لكم 3 قصص قصيرة ممتعة عن الفأر والأسد، حيث سوف نرى كيف استطاع الفأر الصغير بذكائه أن يثبت أن استخدام العقل بحكمة أفضل من القوة الجسدية، وكيف أن حسن التدبير والعمل أفضل من الكسل والغرور، إضافةً إلى قيمة الصداقة الحقيقية التي تكشف معادن الأصدقاء وقت الشدة.
قصص الفأر والأسد

قصة الفأر والأسد الغرور مقابل حسن التفكير

تبدأ أحداث قصة الفأر والأسد عندما كانت حيوانات الغابة تتحدث عن الخصام الجديد الذي دار اليوم بين سيدون أسد الغابة الضخم، وفرفور ذلك الفأر الصغير الذي لا يتوقف عن افتعال المشاكل والتحديات.
ولم يمض سوى القليل من الوقت حتى سمعوا زئير الأسد، فخرج الجميع ليروا ما حدث، لقد كان الأسد يجري وراء الفأر وعلامات الغضب كانت بادية على وجهه وكأن الغابة قد احترقت، حاول الجميع تهدئة الأسد لمعرفة ما يحدث فقال الأسد سيدون في غضب: هذا الفأر الصغير يتحداني أنا ملك الغابة! دعوني ألقنه درسا.
الزرافة: اهدأ يا ملك الغابة، واحكِ لنا ما حدث؟
الأسد: هذا الفأر يقول إنني لا أستطيع عبور النهر للوصول إلى الضفة الأخرى بسبب ضخامة جسمي، بينما هو يمكنه تسلق الأشجار والغصون الصغيرة والعبور بسهولة.
نظر الجميع إلى بعضهم وهم مقتنعون بكلام الفأر.
قال الأسد في غضب: ماذا أيها الحيوانات الحمقى؟ أنا ملك الغابة، وبقوتي أستطيع فعل أي شيء أريده.
الفأر: يا لك من أسد مغرور!
هبّ الأسد للهجوم على الفأر مرة أخرى، ولكن الحيوانات قامت بمنعه من ذلك، فتكلم القرد الحكيم وقال: يا سيدي الأسد، لم كل هذا الغضب؟ النهر أمامك، فإذا كنت واثقًا من نفسك، فلنذهب إلى النهر ونرى لنرى من الأصدق.
وافق الفأر والأسد على رأي الحكيم وانطلقوا إلى للنهر، انتظرت الحيوانات إشارة البدء لخوض التحدي، وبالفعل أطلقها الحكيم شاهد الجميع فرفور وهو يتسلق أغصان الأشجار والنباتات ليعبر إلى الضفة المقابلة ونجح في ذلك بسهولة.
وعندما جاء دور الأسد، قام بالنزول إلى النهر وبعد لحظات سمع الجميع صوت استغاثة، حيث رأوا الأسد يغرق لضخامة حجمه وعدم إتقانه للسباحة.
نظرت الحيوانات لبعضها ولم يستطع أحد إنقاذ ملك الغابة، وهنا اقترح الفأر فكرة، وقال للفيل: هيا تعال ورائي حالًا لننقذ الأسد، جرى الفيل وراء الفأر في خوف وحذر، فأنتم تعلمون يا أصدقائي أن الفيل يخشى الفأر رغم ضخامة جسمه، حيث يمكن للفيل أن يموت إذا دخل الفأر في خرطومه.
طلب فرفور من الفيل أن يدفع أحد جذوع الأشجار الضخمة الواقعة على ضفة النهر حتى يستطيع الأسد الإمساك بها، نفذ الفيل أمر الفأر بسرعة وخرج سيدون من النهر وهو يتنفس بصعوبة ثم انحنى للفأر كشكر وتقدير على حسن تفكيره.
فهم الجميع أن القوة الحقيقية ليست بضخامة الجسم، ولكن القوة تكمن في ذكاء الفرد وسرعة بديهته.

قصة الأسد الكسول والفأر الحكيم 

اقترب فصل الشتاء وزاد قلق الحيوانات من قلة الطعام التي تعاني منها حيوانات الغابة كلما حل موعد هطول الأمطار، فذهبوا جميعًا إلى الأسد بصفته ملك الغابة ليجد لهم طريقة لتخزين الطعام، فوجدوه متربعًا على عرشه لا يهتم بتلك المشكلة، والأكثر من ذلك أنه قد قام بتناول كل الطعام المخزن في منزله.
سأله القرد في توتر: ماذا نفعل يا سيدي؟ على ما يبدو أن الشتاء هذا العام سيكون قارسًا ولن نتمكن من الخروج للبحث عن الطعام.
ضحك الأسد ببرود وقال: مالذي جعلكم تعتقدون ذلك؟ فأنا أمتلك خبرة في مراقبة أحوال الطقس، وأرى أن الشتاء سيكون جميلًا هذا العام، وفي حال حدث غير ذلك فأنا كما ترون أمتلك قوة جسدية خارقة وسوف أجلب لكم بالطعام، فلا داعي للقلق.
عندها تدخل الفأر قائلًا: اسمح لي يا سيدي، فأنا عندي خطة تسمح لنا بتوفير الطعام لفصل الشتاء.
وأنتم تعلمون يا صغاري أن الفأر والأسد لم يسبق أن اتفقا على رأي.
قال الأسد في غضب: هل تريد أن تشاركني في إدارة مملكتي؟ أنت صغير ولا تعرف شيئًا، أغرب عن وجهي الآن وإلا قضيت عليك.
قال الفأر: حسنًا سوف أذهب، ولكن اسمعوني جيدا يا حيوانات الغابة، من يرغب منكم في الطعام وقت الشتاء فليأتِ إليَّ في منزلي لندرس الخطة.
تفرقت الحيوانات منهم من صدق الأسد واعتمد علىيه، ولكن أغلب الحيوانات العاقلة فضلوا رأي الفأر ودعموا خطته، جاء الشتاء وكان في غاية القسوة، والمفاجأة الكبرى أن الأسد مرض نتيجة إصابته بالبرد الشديد، ولم يتمكن من جلب الطعام له ولا لمن وثق به، أما الفأر فقد كانت خطته كافية لتوفير الطعام بوفرة، وكل من معه قد حصل على أكبر قدر من الطعام.
ونظرًا لطيبة قلب الفأر ورحمته، فقد اقترح على من معه من الأصدقاء تقسيم الطعام بينهم وبين الآخرين حتى يمر فصل الشتاء بسلام على الجميع، أما الأسد فقد اكتفى بتناول الخضروات والنوم في الفراش إلى أن يتعافى، وهكذا يا أطفالي أصبحت قصة الفأر والأسد الكسول متداولة في أرجاء الغابة.

قصة صداقة الفأر والأسد مقابل مكر الثعلب

في إحدى الغابات العجيبة حيث كان كل شيء مختلفًا، لدرجة أن الفأر والأسد كانا يعيشان في حب ووئام دون خلاف، كانا صديقين مقربين حتى أن الأسد يأخذ بنصيحة الفأر ويستشيره في اتخاذ القرارات، وهذا الحال بالطبع لم يعجب الثعلب الماكر الذي كان يرى أنه أحق بصداقة الأسد، فقرر أن يدبر مكيدة لجعل ملك الغابة يغضب من الفأر ويبعده ويكون الثعلب هو صاحب القرار.
وفي يوم من الأيام دخل الثعلب على الأسد وهو يتظاهر بالتوتر، عندما سأله الأسد عما وقع أجاب الثعلب: يا مولاي الأسد، في الأيام الماضية كنت أرى الفأر يدخل إلى عرينك خلسة ويسرق الطعام ثم يأخذه إلى بيته وأنت لا تعرف بالأمر.
الأسد: كلامك غير معقول! لا يمكن أن يفعل الفأر هذا وهو صديقي المخلص.
قام الثعلب بمرافقة الأسد إلى منزل الفأر الذي رحب بهما كثيرًا، ولكن لاحظ أن الأسد كان على عكس عادته وأمر الثعلب بتفتيش المنزل ويتأكد من وجود الطعام المسروق.
تفاجأ الفأر وقال: أي طعام مولاي؟ هل تتهمني بالسرقة؟ أنا بريء، لا يمكنني فعل ذلك.
أمره الأسد أن يصمت لحين تفتيش المنزل، جاء الثعلب بعد لحظات وفي يده بعض الطعام الذي وجده، فغضب الأسد من الفأر وافترق عنه دون معاقبته، أصبح الفأر منبوذًا في الغابة يتجنبهالجميع، عكس الثعلب الذي ارتفعت مكانته وأصبح مستشار الأسد.
وبعد فترة لاحظ الأسد أن الطعام مخزنه ينقص يوما بعد يوم، فظن أن الفأر يتسلل إلى العرين دون أن يراه أحد. ولذلك قرر أن يراقب العرين للقبض على السارق.
وحانت لحظة الحقيقة حين جاء السارق الذي لم يكن سوى الثعلب جاء لأخذ طعام الأسد!
ظهرت الحقيقة واعترف الثعلب المكار بفعلته، واستدعى الأسد الفأر واعتذر له على الحكم المتسرع الذي أصدره في حقه دون تفكير فيه، فاقتنع الجميع أن الفأر صديق مخلص للأسد وقد عادا معا من جديد، بينما نال الثعلب ما يستحقه نتيجة ما فعله.

العبر والدروس المستفادة من قصص الأسد والفأر هذه

  • القوة الحقيقية ليست في ضخامة الجسد بل في قوة العقل حين أثبت الفأر أن الذكاء والتفكير السليم أقوى من الغرور والقوة العمياء للأسد.
  • العمل والتدبير خير من الكسل والتهاون اعتمد الفأر على التخطيط والمثابرة في وقت الأزمة، بعكس الأسد الذي اتكل على القوة فقط.
  • الصداقة الحقيقية لا تهزها المكائد حيث أن الصديق الوفي يظل وفيًا حتى لو تعرض للتشكيك أو الخيانة، بينما المكر والخداع لا يدوم.
  • التسرع في إصدار الأحكام والانجراف وراء الأكاذيب قد يظلم الأبرياء، بدل ذلك يجب التروي والحكمة في اتخاذ القرارات.
تعليقات