أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة تعليمية عن حيوانات المزرعة: حيوانات تعلمت سر النجاح في الاتحاد والتعاون

في هذه القصة الشيقة والمليئة بالعبر، يتعرف معنا الأطفال على مجموعة من حيوانات المزرعة التي كانت تتنافس وتتشاجر بسبب الغرور، إلى أن اكتشفت درسًا مهمًا عن أهمية التعاون والعمل الجماعي في تحقيق النجاح.

من خلال هذه المغامرات الممتعة لشخصيات مميزة مثل الديك فرخون والبقرة هادية والخروف صوفان والحصان مهران والكلب بندق والعنزة الحكيمة صبورة.

الهدف أن تساعد القصة في ترسيخ قيمة الاحترام والتواضع لدى الأطفال وتشجعهم على التواضع والعمل بروح الفريق، فهيا بنا لنستمتع معا برواية هذه القصة الممتعة والهادفة ونكتشف القيم الأخلاقية والاجتماعية في قالب بسيط وجذاب.

قصة تعليمية عن حيوانات المزرعة: حيوانات تعلمت سر النجاح

قصة تعليمية للأطفال عن حيوانات المزرعة

قبل سنوات فكر المزارع زيد في بناء مزرعة جميلة وكبيرة يربي داخلها أكبر عدد من الحيوانات، وبالفعل بعد مدة من العمل بجهد استطاع جمع بعض المال واشترى أرض كبيرة، قام بزراعة جزء من الأرض وبنى اصطبلا للحيوانات في مكان قريب من منزله، وقام بتدريب جميع الحيوانات وأعطى لكل منها مهمة محددة.

يوما بعد يوم بدأت الحيوانات تألف المزرعة وتكن لزيد كل الإحترام والتقدير نظرًا للمعاملة الطيبة التي وجدوها منه هو وأسرته، ولكن للأسف حيوانات المزرعة كانت تتصف ببعض الغرور والتنافس على إرضاء المزارع زيد، وكان كل منهم يحاول أن يظهر أنه الأفضل.

قصة فرخون الديك النشيط

هذا الديك كان يتميز بكونه في قمة النشاط دائماً، فهو يستيقض قبل الجميع ويصيح بصوته العالي وهو يذهب ويأتي في كل اتجاه، لا يرتاح فرخون إلا بعد أن يوقظ المزارع وجميع من في المزرعة، يقول فرخون: "استمتعوا بصوتي الجميل يا أصدقاء، ولا تحاولوا التقليد، فليس منكم من يستطيع أن يوقظ المزارع زيد غيري!"

قصة البقرة هادية مع باقي الحيوانات 

أما هادية فكانت بقرة ودودة في قمة الهدوء، وفي كل يوم تأتي زوجة المزارع لتأخذ منها اللبن في الصباح، فتستقبلها البقرة بابتسامة لطيفة وتقدم لها اللبن الطازج وهي في غاية السعادة، ولكن كلام فرخون أثار غضبها بشدة فقالت للديك: "أيها الديك الصغير، أرح ريشك قليلًا، واعلم جيدًا أنه لا قيمة لصوتك مقارنة بلبني اللذيذ، فأنا أمد المزارع وأطفاله بكل ما يحتاجون إليه من سمن وجبن ولبن، فلولاي لما كان المزارع قويا."

قصة صوف الخروف صوفان يحمي الأطفال والكبار

صوفان كان من أكبر وأجمل خرفان المزرعة، كان يتميز بصوفه الجميل والكثيف، بالإضافة إلى أنه كان قويا وله قرنان كبيران ملتفان، لذلك فقد كان لا يقل غرورا عن الديك والبقرة، وبثقة مزيفة تكلم وقال: "أنتم في غاية السذاجة يا صديقَيّ، ألا ترون أنني الأنفع بينكم؟ فأنا بلا فخر أضع صوفي تحت تصرف المزارع لينسج منه ملابس تحميه وتحمي أولاده من برد الشتاء.

قصة حيوانات المزرعة وقوة الحصان مهران

في يوم من الأيام بينما كان المزارع زيد يسير في طريقه إلى السوق، صادف حصانًا يجر عربة أحد المزارعين وقد ظهرت عليه علامات التعب والإرهاق بسبب المعاملة السيئة التي كان يعامله بها سيده، فقرر زيد شراء الحصان بأي ثمن لينقذه مما هو فيه، وافق صاحب الحصان على عرض المزارع زيد وباعه الحصان، أخذه إلى المزرعة وقدم له الطعام والدواء ليعود قوي البنية، وبعد أيام أصبح الحصان مهران قوي للغاية وصار جاهزا للعمل داخل المزرعة.

بعد أن أمضى الحصان فترة مع الحيوانات تبين أيضًا أنه يمتلك صفة الغرور لحد كبير، في أحد الأيام قال مهران: "هل لاحظتم قوتي ومهارتي في إنجاز الأعمال يا رفاق!!أنا أقدم خدمات مهمة يوميًا لصاحب المزرعة.. فأنا أحمله على ظهري وأساعده في نقل بضاعته، فلولاي لما تم أي عمل هنا!!"

قصة بندق الكلب الحارس

يُعتبر الكلب بندق من حيوانات المزرعة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فقد كان حارسا قويًا يقظا، لا يترك أحدا يجرؤ على التفكير في سرقة المزرعة أو الاقتراب منها حتى، ولكن للاسف كان بندق بدوره مغرورا، قال بندق: "أنتم جميعًا لا يمكنكم الإقامة هنا بدون حمايتي، فبدوني لن يستطيع الفلاح أن يمنع اللصوص من سرقة البيض واللبن."

قصة حيوانات المزرعة والعنزة الحكيمة

على عكس باقي الحيوانات المتصفة بالغرور داخل المزرعة كانت العنزة صبورة هادئة للغاية ومتواضعة، وكانت دائمًا تعطي الحكم للجميع ولكن لا يستمع أحد لكلامها، قالت صبورة: "يا حيوانات المزرعة، لماذا دائمًا تقومون بالمنافسة والشجار؟ تواضعوا واتحدوا فلكل منا دوره الخاص الذي يعتمد عليه المزارع فيه، وكل منا يحتاج إلى الآخر." ورغم حديثها السليم لم يُبالِ أحد بها.

قصة المشكلة الكبيرة واختفاء المزارع زيد

في صباح أحد الأيام خرج المزارع زيد لقضاء بعض المهام في القرية المجاورة، فوجد صديق قديم له يقيم عرسا لابنته فتأخر لعدة أيام، وعندما لم يعد في الوقت المعتاد رأت حيوانات المزرعة مدى قلق زوجته وأولاده عليه، وبعد فترة قصيرة وجدوا أن المزرعة أصبحت في حالة فوضى، فقد كانت الزوجة تبحث عن زوجها ولم تعد تهتم بالأشغال اليومية، فقرروا الإهتمام بالمزرعة والقيام بعمل المزارع إلى أن يعود، فقام كل منهم بالعمل الذي يتقنه ولكن بدون اتحاد وبشكل منفرد:

الديك حاول أن يصيح بأعلى صوته ليسمعه المزارع ويعود ولكن بدون جدوى، في حين جهزت البقرة الكثير من اللبن ليشربه أطفال المزارع ولكن الزوجة لم تأتِ لتأخذه، كما لم تنسج الصوف الذي قام الخروف بتجهيزه، خرج الحصان لجلب الماء من النهر ليروي المزروعات ولكن لم يستطع إتمام الأمر لوحده، أما الكلب فليس لديه ما يقدمه لأن مهمته كانت الحراسة فقط.

كانت العنزة تراقب التشتت الذي حل بالحيوانات وفي لحظة قالت بصوت عالٍ جدًا ولأول مرة: "انظروا إلي جميعًا واستمعوا لما أقول.. لكل منا دور في هذه المزرعة.. ولكننا لن ننجح لو عمل كل منا بمفرده، لهذا حان وقت التعاون لتخطي هذه الأزمة.

قصة اتحاد حيوانات المزرعة 

تجمعت الحيوانات حول العنزة بعد أن اقتنعوا أخيراً بحديثها، وكلفوها بوضع خطة عمل مبنية على الإتحاد والتعاون.

وعلى الفور قامت العنزة بوضع الخطة وبدأ الكل بتنفيذها:

حمل الحصان اللبن الذي أنتجته البقرة وذهب به إلى زوجة المزارع التي اندهشت لما رأت، شكرت الحصان وأخذت اللبن وقدمته لأطفالها، قدم الخروف الصوف فصاح الديك بصوت عالٍ فانتبه أطفال المزارع وقاموا بغزل الصوف، أما الكلب فقد اتفق مع الديك بأن يقوم بالصياح إذا رأى لصًا، وهو سوف يقوم بالهجوم والنباح حتى يهرب اللص.

نجحت الحيوانات في الإهتمام بالمزرعة بمساعدة خطة التعاون والعمل الجماعي التي وضعتها العنزة.

عودة المزارع زيد وسعادة الحيوانات

في صباح أحد الأيام صاح الديك بصوت عالٍ فسمعه الكلب فبدأ بالنباح، تجمهرت الحيوانات في ساحة المزرعة وسعدوا كثيرًا عندما رأوا زيد المزارع وقد عاد من الغيبة، كانت ترافقه زوجته وأولاده وهم مسرورون، أخبرته الزوجة بما فعلت الحيوانات من أجله ففرح كثيرًا وقال لأطفاله: "تذكروا دائما يا أولادي أن تتحلوا بروح التعاون مثلما فعلت الحيوانات، وتجنبوا التكبر والغرور فلكل واحد منكم قيمة وهدف في الحياة لا يمكن تحقيقه بدونه، فتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.

تعليقات